على مـدار يومـي 5 و6 نوفـمبر 2024، انعقـد المؤتمـر التربـوي الـدولي الرابـع للمركـز العربـي للبحـوث التربويـة لـدول الخليـج في الكويـت، تحـت عنـوان «تحويــل التعليــم: الفــرص والتحديــات لتعزيــز مســتقبل التعليــم في دول الخليــج»، وذلـك برعايـة كريمـة مـن معـالي المهنـدس سـيد جلال سـيد عبـد المحسـن الطبطبائـي، وزيـر التربيـة في دولـة الكويـت. ويأتـي هـذا المؤتمـر كاسـتجابة لمخرجـات قمـة تحويـل التعليـم التي عقـدت في أسـبوع الأمـم المتحـدة في سبتـمبر 2022م، ومؤتمـر القمـة المـعني بالمسـتقبل الـذي عقـد بمقـر ر الأمـم المتحـدة في سبتـمبر 2024م، والـذي تضمـن جـدول أعمالـه مناقشـة قضيـة تحويـل التعليـم، بغيـة «تحقيـق تحـول أسـاسي في كيفيـة النظـر إلى التعليـم والتعامـل معـه، بمـا في ذلـك ما يتعلـق بالغـرض مـن التعليـم؛ وبيئـة التعلـم؛ ومهنـة التدر يـس؛ وتسخير التحـول الـرقمي؛ والاستثمـار في التعليـم؛ والدعـم متعـدد الأطـراف للتعليـم الجيـد للجميـع».

وعلى الرغـم مـن اخـتلاف السـياقات التعليميـة والاجتماعيـة والاقتصاديـة بين بلـدان العالـم ومناطقـه المختلفـة، تظـل هنـاك مسـار ات عامـة مشتركـة لإحـداث التحـول في التعليـم، يؤطرهـا الهـدف الرابـع في خطـة الأمـم المتحـدة للتنميـة المسـتدامة لعـام 2030، الرامـي إلى «ضمـان تـوفير تعليـم جيـد ومنصـف وشـامل للجميـع، وتعزيـز فـرص التعليم مـدى الحيـاة للجميـع». ودول الخليـج العربيـة ليسـت بمعـز ل عـن هـذه الحركـة العالميـة لتطويـر التعليـم، حيـث تسترشـد بهـا في وضـع خطـط التطويـر التربـوي، وتحديـد المستهدفـات الوطنيـة في قطـاع التعليـم، بمـا يناسـب سـياقها الاجتمـاعي والاقتصـادي، وأولوياتهـا التنمويـة على الصعيـد الـوطني. وفي مسيرتهـا لبنـاء نظـم تعليميـة حديثـة، حققـت دول الخليـج نجاحـات مهمـة على أصعـدة عـدة، منهـا تحـسين نسـب المشـاركة في التعليـم، وتحقيـق التكافـؤ بين الجنـسين في التعليـم، وتطويـر البنيـة التحتيـة للمـدارس؛ لكنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة في جوانب أخر ى، لاسيما على صعيد تجويد التعليم، وتطويـر مهـار ات المعلـمين، وربـط غايـات التعليـم ومناهجـه باحتياجـات العصـر، ومطالـب إــعداد المتعــلمين للحــياة والعــمل في عالم  سريع الــتغير.