تحت رعاية معالي الدكتور سعود هلال الحربي، وزير التربية ووزير التعليم العالي بدولة الكويت، عقد المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد، مؤتمره التربوي الدولي الثاني تحت عنوان "التعليم عن بعد استجابة لجائحة كورونا"، خلال يومي 30 نوفمبر و1 ديسمبر 2020م. وقد استهدف المؤتمر تقييم التحديات التي فرضتها جائحة كورونا على قطاع التعليم، ومناقشة البدائل المختلفة التي يمكن من خلالها لأنظمة التعليم الاستجابة لهذه التحديات، وبحث سبل ترشيد سياسات وممارسات التعليم عن بعد، وبخاصة ما يتعلق منها بالمحتوى التعليمي، وأساليب التعليم والتقويم، وتقنيات التعليم، وتدريب المعلمين، وتأكيد حقوق الفئات الضعيفة، وبخاصة الطلبة ذوي الإعاقة والأسر ذات الدخل المنخفض، في الحصول على تعليم جيد عن بعد، وتحديد الإجراءات الحكومية الكفيلة بضمان هذه الحقوق. كما استهدف المؤتمر تقييم آثار جائحة كورونا على الأدوار التعليمية للأسرة وعلاقتها بالمدرسة، وبحث سبل مساعدة الأسرة على دعم تعلم أطفالها عن بعد، إلى جانب تبادل الخبرات التربوية بين الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج، وتعزيز التعاون فيما بينها في مواجهة الأزمات والتعامل مع حالات الطوارئ في مجال التعليم.
وقد شارك في المؤتمر ما يربو عن 3500 مشارك، بمن فيهم عدد من الخبراء والأكاديميين والاختصاصيين التربويين ذوي الخبرة على المستويين العربي والعالمي، وممثلو المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالتعليم والبحث التربوي، واختصاصيون تربويون ومسؤولون عن التعليم من الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج، وبعض أساتذة كليات التربية والمعلمين وغيرهم من العاملين في حقل التعليم، إلى جانب خبراء مكتب التربية العربي لدول الخليج وأجهزته.
وافتتح المؤتمر بكلمات افتتاحية من جانب معالي الدكتور سعود هلال الحربي، وزير التربية ووزير التعليم العالي بدولة الكويت، ومعالي الدكتور علي بن عبد الخالق القرني، المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، وسعادة الدكتور سليمان إبراهيم العسكري، مدير المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج. وتضمن برنامج المؤتمر أربع جلسات، عُقدت على مدار يومين، وقُدمت فيها تسع محاضرات. ففي الجلسة الأولى ألقى الدكتور توني بيتس، المدير التنفيذي لمؤسسة "توني بيتس" المتخصصة في تطوير التعليم الإلكتروني، ورئيس مجلس إدارة الجمعية الكندية لأبحاث التعلم الرقمي، محاضرة بعنوان "تصميم مقررات التعلم عن بعد وبرامجه الفاعلة: ماذا تعلمنا؟"، تلتها محاضرة بعنوان "مستقبل التعليم فيما بعد جائحة كورونا"، قدمها الأستاذ الدكتور مراد محمودي، أمين المجلس التنفيذي والمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).
وفي الجلسة الثانية قدمت الأستاذة الدكتورة فلاور داربي، العميد المساعد لإدارة التعليم عبر الإنترنت في جامعة شمال أريزونا بالولايات المتحدة، محاضرة تحت عنوان "أساسيات التدريس عن بعد: تحسين تعلم الطلبة مع الحفاظ على وقت المعلمين"، ثم قدم الأستاذ الدكتور عبد الله بن خميس إمبوسعيدي، وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم بسلطنة عمان، محاضرة حول "الأساليب الفعالة للتعليم والتعلم عن بعد". واختتمت الجلسة الثانية بمحاضرة قدمها الأستاذ الدكتور مايكل مينشاكا، أستاذ ورئيس قسم تكنولوجيا التعليم في جامعة هاواي بالولايات المتحدة، حول "استراتيجيات تقويم التعلم عن بعد".
وفي الجلسة الثالثة قدم الدكتور جوردان نايدو، مدير مكتب اليونسكو في أفغانستان، محاضرة بعنوان "سبل معالجة التأثيرات الناجمة عن الفجوة الرقمية في التعلم عن بعد: دروس مستفادة من الجائحة الحالية"، تلتها محاضرة للأستاذ الدكتور سيان جوزيف سميث، أستاذ التربية الخاصة في جامعة كانساس بالولايات المتحدة، تحت عنوان "تخطيط وتصميم التعلم للجميع: حلول رقمية للتعلم عن بعد".
أما الجلسة الرابعة فقد قُدمت فيها محاضرتان؛ الأولى للأستاذ الدكتور علي جاسم الشهاب، الأستاذ في كلية التربية بجامعة الكويت، حول "تعزيز الشراكة بين الأسرة والمدرسة في سياق التعليم عن بعد"، والثانية للدكتورة هدى بيتية، الأستاذ المشارك في مجال تكنولوجيا التعليم وتقنيات الوسائط في الجامعة الأمريكية ببيروت، حول "دور الوالدين في دعم تعلم الطلبة عن بعد". وأدار جلستي اليوم الأول للمؤتمر الدكتور عبد السلام الجوفي، مستشار مكتب التربية العربي لدول الخليج، بينما أدارت جلستي اليوم الثاني للمؤتمر الدكتورة نجوى الحوسني، عميدة كلية التربية بالإنابة، جامعة الإمارات العربية المتحدة.
واختتم المؤتمر بكلمة لسعادة الدكتور سليمان إبراهيم العسكري، مدير المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، عبر فيها عن شكره لمعالي الدكتور سعود هلال الحربي، وزير التربية ووزير التعليم العالي بدولة الكويت، لرعايته الكريمة للمؤتمر، ولمعالي الدكتور علي بن عبد الخالق القرني، المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، لدعمه المتواصل للمؤتمر وتسهيل مهمة القائمين به. ووجه سعادته الشكر للخبراء المتحدثين في المؤتمر ومديري الجلسات، الذين لبوا دعوة المركز لهم المشاركة في أعمال المؤتمر.
وقد نُشرت أعمال المؤتمر في إصدار خاص تجدونه على الرابط التالي