عقد المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج اجتماعا لمسؤولي المعلومات والإحصاءات التعليمية في وزارات التربية والتعليم بالدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج، في يوم الأربعاء الموافق 15 مايو 2024م، في مدينة مسقط بسلطنة عمان. وشارك في الاجتماع مديرو ورؤساء مراكز وإدارات المعلومات والإحصاءات التعليمية بوزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء، واختصاصيون من الدول الأعضاء في مجال المعلومات والإحصاءات التعليمية، بالإضافة إلى الخبراء التربويين بالمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج.
وقد استهدف الاجتماع استعراض جهود الدول الأعضاء وإستراتيجيتها بشأن تطوير منظومات المعلومات والإحصاءات التربوية، وتبادل الخبرات بين المسؤولين والاختصاصيين في هذا المجال، وبحث القضايا المتعلقة بمجالات عملهم، واقتراح آليات عمل مناسبة لتفعيل دور مراكز وإدارات توثيق المعلومات والإحصاءات التعليمية في توجيه سياسات التعليم وخدمة البحث التربوي في الدول الأعضاء.
وافتتح الاجتماع بكلمة من سعادة الأستاذ سليمان الرويشدي، ممثل سلطنة عمان في الاجتماع، رحب فيها بالمشاركين في الاجتماع، متمنيا لهم طيب الإقامة، ومعبرا عن سعادته بعقد هذا الاجتماع في سلطنة عمان. وأكد أهمية المعلومات والإحصاءات في دعم الاقتصاديات الوطنية ودفع عجة التنمية في مختلف المجالات. وأشار إلى أن التزايد الكبير في حجم البيانات في الآونة الأخيرة يفرض تحديات كبيرة على الاختصاصيين في مجال المعلومات والإحصاءات التعليمية، لإيجاد الآليات المناسبة لضمان مصداقية هذه البيانات، وتعزيز فرص الاستفادة منها اتخاذ القرارات وتوجيه السياسات التعليمية. وفي ختام كلمته نقل إلى المشاركين في الاجتماع تحيات معالي الدكتور ة مديحة بنت أحمد بن ناصر الشيبانية، وزيرة التربية والتعليم بسلطنة عمان، وتمنياتها لهم بالتوفيق والسداد في أداء مهمتهم.
ثم ألقى الدكتور محمد الشريكة، مدير المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، كلمة عبر فيها عن ترحيبه بالمشاركين في الاجتماع. كما عبر عن تقديره لوزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء، لما أبدته من استجابة طيبة للمشاركة في هذا الاجتماع، والإسهام فيه بخبراتها وتجاربها المتميزة. وأشار إلى أن عقد هذا اللقاء لمديري ورؤساء مراكز وإدارات المعلومات والإحصاءات التعليمية بوزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء، يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات الدورية للمسؤولين عن الأجهزة المتناظرة في هذه الدول، سعيا إلى تعزيز التواصل فيما بينهم، وتبادل الخبرات والتجارب المهنية، والتباحث حول القضايا المتعلقة بمجال عملهم، واستعراض التجارب الناجحة للدول الأعضاء في مجال التعليم، ودعم العمل التربوي المشترك.
وأكد الدكتور محمد الشريكة أهمية دور مراكز المعلومات والإحصاءات التعليمية؛ حيث تعد البيانات لبنة أساسية ومدخلا محوريا في صياغة وتنفيذ سياسة تعليمية فعالة، ومساعدة صانعي السياسات في عملية صنع القرار، ووضع الميزانيات، وتخصيص الموارد، وتنفيذ عمليات الرصد والتقييم للمؤشرات التعليمية بطريقة منهجية قائمة على الأدلة. وأشار إلى أنه بدون البيانات، تفتقر السياسات إلى الأدلة اللازمة لاتخاذ القرارات المناسبة، ومن ثم العجز عن معالجة التحديات المعقدة التي يواجهها قطاع التعليم. كما شدد على أهمية المعلومات والإحصاءات التعليمية في تنفيذ برامج ومشروعات البحث التربوي، ولفت الأنظار إلى ما تواجهه البحوث التربوية في الدول الأعضاء من تحديات تتعلق بتوافر البيانات والإحصاءات التعليمية الجيدة، ووجود قواعد بيانات سهلة الاستخدام، وذات بنية تكنولوجية حديثة، وهو ما يستدعي تضافر جهود الدول الأعضاء للتغلب على هذه التحديات ووضع الحلول الناجعة لتذليلها.
وشهد الاجتماع عرض ورقة عمل حول موضوع "دور المعلومات والإحصاءات التعليمية في توجيه سياسات التعليم وخدمة البحث التربوي". وقدم ممثلو الدول الأعضاء عروضا حول جهود وزارات التربية والتعليم وإستراتيجياتها في تطوير منظومات المعلومات والإحصاءات التعليمية في هذه الدول. وتضمنت العروض تقديم معلومات حول الأساليب والإجراءات التي يتم الاعتماد عليها في جمع وتوفير المعلومات والإحصاءات حول التعليم في الدول الأعضاء، والإصدارات الدورية والنشرات الإحصائية التي يتم إصدارها، وقواعد البيانات الإلكترونية ومواقع الإنترنت التي تم إنشاؤها لنشر المعلومات والإحصاءات التعليمية.
ودار نقاش بين المشاركين حول سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين مراكز وإدارات المعلومات والإحصاءات التعليمية في الدول الأعضاء، وتبادلوا الرأي حول الآليات العملية الملائمة لبلوغ ذلك الهدف، بما يسهم في تبادل الخبرات المهنية بين العاملين في هذه المراكز والإدارات، وتعزيز العمل التربوي المشترك في هذا المجال. وفي نهاية الاجتماع، أوصى المشاركون بضرورة تمكين مراكز المعلومات والإحصاءات التعليمية من أداء دور أكبر في توجيه السياسات والخطط التربوية؛ ودعم اتخاذ القرارات التعليمية في الدول الأعضاء؛ وذلك من خلال الاهتمام بتأهيل الاختصاصيين في مجال المعلومات والإحصاءات التعليمية، وإكسابهم المهارات اللازمة لجمع وتنظيم وتوفير بيانات تعليمية عالية الجودة؛ ورصد الميزانيات اللازمة لبناء قواعد بيانات تربوية وفق أحدث المعايير التقنية في هذا المجال؛ بالإضافة إلى إتاحة البيانات والإحصاءات التعليمية للباحثين التربويين، والربط بين منظومات المعلومات والبحث التربوي في الدول الأعضاء. كما أوصى المشاركون بضرورة العمل على إنشاء منصة للبيانات والمعلومات الخليجية المشتركة، بشكل يعكس التطور الكبير الذي تشهده الدول الأعضاء في مختلف المجالات.