عقد المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في سلطنة عمان، وبدعم من معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية، وزيـرة التربية والتعليم ورشة عمل تدريبية حول "التعليم أثناء الأزمات والطوارئ"، خلال يومي 24 و25 سبتمبر 2024م، في مدينة مسقط بسلطنة عمان.
ويأتي انعقاد هذه الورشة التدريبية حول التعليم أثناء الأزمات والطوارئ، تنفيذا لقرارات أصحاب المعالي والسعادة وزراء التربية والتعليم بدول مجلس التعاون الخليجي،
بشأن إقامة ورش عمل دورية في الدول الأعضاء للمختصين بكافة القطاعات المعنية باستمرار التعليم خلال الأزمات، إدراكا منهم لأهمية تعزيز استعداد وزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء وجاهزيتها للتعامل مع الأزمات وحالات الطوارئ بشكل فعال ومنسق ومتكامل، من خلال تطوير استراتيجيات وسياسات وخطط لإدارة التعليم في أثناء الأزمات، بالإضافة إلى تدريب جميع العاملين في التعليم على الإجراءات التي يمكن اتخاذها على مستوى النظام التعليمي للاستجابة للأزمات وحالات الطوارئ والتعافي من آثارها.
وتعد هذه الورشة التدريبية، التي يعقدها المركز في سلطنة عمان، هي الأولى من نوعها ضمن سلسلة من ورش العمل المشابهة التي يخطط المركز لتنظيمها في جميع الدول الأعضاء خلال الشهور المقبلة، بهدف تعزيز استعداد وزارات التربية والتعليم وجاهزيتها في مجال التعليم في أثناء الأزمات، وتطوير قدراتها في مجال التخطيط الاستراتيجي لإدارة التعليم أثناء الأزمات، وتزويد العاملين في وزارات التربية والتعليم بالمعارف والمهارات اللازمة لإدارة التعليم في ظل الأزمات وحالات الطوارئ، وضمان توفير بيئة تعليمية آمنة لجميع الطلبة والمعلمين والعاملين في مواجهة مختلف أنواع المخاطر والأزمات التي قد تتعرض لها المؤسسات التعليمية.
وقد افتتحت الورشة التدريبية بكلمة من سعادة الأستاذ حمد بن علي السرحاني، مستشار معالي وزيرة التربية والتعليم بسلطنة عمان، رحب فيها بالمشاركين في الورشة، وأكد أهمية قضية التعليم أثناء الأزمات والطوارئ، وأشار إلى اهتمام أصحاب السعادة والمعالي وزراء التربية والتعليم بدول الخليج بهذه القضية، وبخاصة في هذا الوقت الذي نشهد فيه تزايد الأزمات التي تؤثر على استمرارية التعليم وأمان المتعلمين. ولفت الانتباه إلى أن التحديات التي تواجه التعليم أثناء الأزمات تظهر أهمية توفير بيئة تعليمية آمنة ومستدامة حتى في أسوأ الظروف. وأشار إلى أن الهدف من الورشة ليس فقط فهم طبيعة التحديات التي تواجه التعليم أثناء الأزمات، وإنما تطوير حلول مبتكرة وتعرف الأساليب الفعالة لإدارة التعليم في أوقات الأزمات، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي المطلوب للمتعلمين. وعبر عن تطلعه إلى أن تكون هذه الورشة التدريبية فرصة لتبادل الرؤى والأفكار والخروج بتوصيات قابلة للتطبيق تسهم في تعزيز جاهزية وزارة التربية والتعليم وقدرتها على مواجهة الطوارئ والأزمات. واختتم كلمته بتوجيه الشكر للمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج على مبادرته بتنظيم هذه الورشة.
ثم تحدث الدكتور سعيد بن سيف العامري، رئيس مكتب معالي وزيرة التربية والتعليم، وعضو مجلس أمناء المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، مقدما الشكر للمركز على تنظيم هذه الورشة في سلطنة عمان. كما توجه بالشكر إلى مسؤولي وزارة التربية والتعليم المشاركين في الورشة، مؤكدا حرص وزارة التربية والتعليم على مشاركة كبار مسؤولي الوزارة في هذه الورشة التدريبية، مما يعكس الأهمية التي توليها الوزارة لموضوع التعليم في أثناء الأزمات والطوارئ. وعبر عن ثقته في خروج الورشة بتوصيات تعزز من قدرة سلطنة عمان على مواجهة الأزمات والطوارئ في قطاع التعليم.
ثم ألقى سعادة الدكتور محمد الشريكة، مدير المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، كلمة عبر فيها عن سروره بعقد هذه الورشة التدريبية حول "التعليم أثناء الأزمات والطوارئ" في رحاب سلطنة عمان الشقيقة، متوجها بخالص الشكر والتقدير لمعالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية، وزيـرة التربية والتعليم، لدعمها الكبير لأنشطة المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، انطلاقا من حرصها المستمر على دعم مسيرة التعاون والعمل التربوي المشترك بين دول الخليج. كما عبر عن بالغ الشكر والتقدير لسعادة الأستاذ الدكتور عبد الله بن خميس امبوسعيدي، وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج، والدكتور سعيد بن سيف العامري، رئيس مكتب معالي الوزيرة، وفريق وزارة التربية والتعليم من مسؤولين واختصاصيين وإداريين، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وعلى الجهود الكبيرة التي بذلوها في المتابعة والتنظيم لإنجاح هذه الورشة التدريبية.
وأشار إلى أن هذه الورشة التدريبية تأتي استجابة لتوجيهات أصحاب المعالي والسعادة وزراء التربية والتعليم بدول مجلس التعاون الخليجي، وحرصهم على تطوير قدرات وزارات التربية والتعليم في دول الخليج في مجال إدارة التعليم أثناء الأزمات. ولفت الانتباه إلى أن هذه الورشة تعد تتويجا لجهود امتدت لسنوات، قام المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج خلالها بتنفيذ ثلاثة برامج حول هذا الموضوع؛ أسفرت عن إعداد دراسة حول التعليم في أثناء الأزمات، تحدد السياسات والممارسات التعليمية التي يمكن تطبيقها لضمان تقديم التعليم الجيد والمنصف للفئات المعرضة لخطر الحرمان من التعليم، وبخاصة طلبة الصفوف الأولى وذوي الإعاقة؛ وإعداد دليل إرشادي حول إدارة التعليم في أثناء الأزمات في الدول الأعضاء؛ وبناء حقيبة تدريبية حول سياسات وإجراءات إدارة التعليم في أثناء الأزمات.
وعبر سعادة مدير المركز عن ثقته في نجاح هذه الورشة التدريبية الأولى التي ينظمها المركز حول التعليم أثناء الأزمات والطوارئ، وبخاصة في ظل مشاركة كوكبة متميزة من المسؤولين والقياديين بوزارة التربية والتعليم في سلطنة عمان، وأيضا بفضل جهود وخبرات السادة الخبراء المختصين في التدريب على التعليم أثناء الأزمات، من أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، الذين استعان بهم المركز لتنفيذ نشاطات ومهام هذه الورشة التدريبية. وفي ختام كلمته، كرر الشكر لفريق العمل في وزارة التربية والتعليم، وعلى رأسهم معالي الوزيرة، على حفاوة الاستقبال وحسن التنظيم، والذي كان له أثر عظيم في نجاح هذه الورشة التدريبية.
ويشارك في ورشة العمل التدريبية 25 مشاركا من القياديين والاختصاصيين بوزارة التربية والتعليم في سلطنة عمان، من كافة مديريات التربية والتعليم والقطاعات المعنية بإدارة الأزمات، وضمان استمرارية التعليم في حالات الطوارئ، بالإضافة إلى فريق من الخبراء المختصين في التدريب على التعليم أثناء الأزمات، من أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، إلى جانب الخبراء التربويين بالمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج.
ويتضمن برنامج الورشة عقد 6 جلسات تدريبية على مدار يومين، تشتمل على 17 نشاطا تدريبيا يتم خلالها تدريب المشاركين على سياسات وإجراءات التعامل مع الأزمات، لمواجهة التحديات التي تتعرض لها المؤسسات التعليمية في حالات الطوارئ والعمل على استدامة عملية التعليم والتعلم، وذلك ضمن محورين أساسيين: محور التخطيط الإستراتيجي وإدارة التعليم أثناء الأزمات، ومحور البيئة المدرسية الآمنة والحماية الجسدية والنفسية للعاملين والمتعلمين.
وتستهدف النشاطات التدريبية للورشة تطوير قدرات المتدربين ومعارفهم بشأن أبعاد مفهومي التعليم أثناء الأزمات والإدارة أثناء الأزمات؛ وبيان أهمية التعليم أثناء الأزمات وضرورة الاستعداد له، ومعرفة جوانب الإعداد المطلوب للتعامل معه؛ وتحديد إستراتيجيات مواجهة الأزمات وإجراءاتها التي تضمن استمرارية الخدمات التعليمية وسلامة الطلبة والمعلمين؛ وتخطيط التعليم أثناء الأزمات من حيث تحديد المخاطر الحالية والمحتملة وتحليلها، وفهم التفاعل ثنائي الاتجاه بين هذه الأزمات والتعليم لتطوير إستراتيجيات الاستجابة المناسبة؛ وتفسير الحاجة للدعم النفسي والاجتماعي للطلبة والمعلمين وأولياء الأمور أثناء الأزمات؛ ووضع الإستراتيجيات المناسبة التي تعزز أبعاد الدعم النفس اجتماعي وتقدم حماية للعاملين في التعليم؛ بالإضافة إلى تحديد مجالات القدرات المطلوب بناؤها لدى كل فئة من العاملين في التعليم (صناع القرار، ومطورو المناهج، وقادة المؤسسات التعليمية المختلفة، وقادة أقسام التخطيط والسياسات ... إلخ) للنجاح في التعامل مع الأزمات في قطاع التعليم