عقد المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج اجتماعا لمسؤولي البحوث التربوية في الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج، في يوم 25 أكتوبر 2023م، في مدينة مسقط بسلطنة عمان. وشارك في الاجتماع مديرو مراكز وإدارات البحوث التربوية بوزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء (دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، والجمهورية اليمنية، ودولة الكويت، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، ودولة قطر)، ومنسقو برامج المركز وفعالياته في هذه الدول، بالإضافة إلى الباحثين التربويين بالمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج.
وقد ركز الاجتماع على موضوع "البحوث التربوية الميدانية وآليات تطبيقها في الدول الأعضاء"، وهدف إلى إبراز دور البحوث التربوية الميدانية في الوصول إلى فهم أعمق للظواهر والمشكلات التعليمية، وأهميتها في تطوير التعليم في الدول الأعضاء؛ وتعرف المهارات المطلوب إكسابها للباحثين التربويين لتصميم وتطبيق بحوث ميدانية عالية الجودة. كما استهدف الاجتماع تشخيص واقع البحوث التربوية الميدانية في وزارات التربية والتعليم بالدول الأعضاء وآليات تطبيقها؛ ومناقشة التحديات التي تواجه تطبيق أدوات البحوث التربوية الميدانية في الدول الأعضاء، وسبل التغلب عليها؛ بالإضافة إلى بحث سبل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين مراكز وإدارات البحوث التربوية في الدول الأعضاء.
وافتتح الاجتماع بكلمة من سعادة الأستاذ الدكتور عبد الله بن خميس امبوسعيدي، وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج بسلطنة عمان، رحب فيها بالمشاركين في الاجتماع، متمنيا لهم طيب الإقامة، ومعبرا عن سعادته بعقد هذا الاجتماع في سلطنة عمان. وأكد أهمية مثل هذه الاجتماعات في تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، وتبادل الخبرات بين الاختصاصيين التربويين في هذه الدول، وتمنى للمشاركين في الاجتماع التوفيق والسداد في أداء مهمتهم.
ثم ألقى سعادة الدكتور محمد مطير الشريكة مدير المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، كلمة عبر فيها عن ترحيبه بالمشاركين في الاجتماع. كما عبر عن بالغ التقدير لوزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء، لما أبدته من استجابة طيبة للمشاركة في هذا الاجتماع، والإسهام فيه بخبراتها وتجاربها المتميزة. وأشار إلى أن عقد هذا اللقاء لمديري ورؤساء مراكز وإدارات البحوث التربوية بوزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء، يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات الدورية لمسؤولي الأجهزة المتناظرة، سعيا إلى تعزيز التواصل فيما بينهم، وتبادل الخبرات والتجارب المهنية، والتباحث حول القضايا المتعلقة بمجال عملهم، والتعاون من أجل دعم العمل التربوي المشترك وتحقيق غاياته.
واستعرض سعادة الدكتور محمد مطير الشريكة أهداف الاجتماع ومحاوره الأساسية، مؤكدا أهمية دور البحوث التربوية الميدانية في إثراء المعرفة التربوية، وتقديم الحلول العملية لمشكلات التعليم، وإبراز النقاط الإيجابية والسلبية في الممارسات التربوية، واقتراح التوصيات المناسبة لتطوير المنظومة التعليمية، والارتقاء بجودة التعليم. ولفت الأنظار إلى ما تواجهه البحوث التربوية الميدانية في الدول الأعضاء من تحديات تتعلق ببناء الأدوات البحثية المناسبة، والتمكن من تطبيقها في الميدان التربوي بطريقة صحيحة، وجمع البيانات المطلوبة، والخروج بنتائج تعكس الواقع الفعلي للظواهر التربوية التي يتم بحثها.
وشهد الاجتماع عرض ورقة عمل حول موضوع "البحوث التربوية الميدانية: أهميتها ومهارات تصميمها وتطبيقها"، وقدم ممثلو الدول الأعضاء معلومات حول أبرز المشاريع البحثية الميدانية التي تنفذها وزارات التربية والتعليم في دولهم. ثم دار نقاش عام بين المشاركين حول الآليات المقترحة لتعزيز التعاون والتنسيق بين المركز والدول الأعضاء في مجال تطبيق الأدوات البحثية لبرامج المركز في هذه الدول، وسبل تيسير مهام فرق العمل المنفذة لهذه البرامج كي يتمكنوا من جمع المعلومات المطلوبة لإنجازها. كما ناقش المشاركون سبل تعزيز التعاون في مجال البحث التربوي بين إدارات وأقسام البحوث التربوية بوزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء، وتبادلوا الرأي حول الآليات العملية الملائمة لبلوغ ذلك الهدف، بما يسهم في رفع الكفاءة المهنية لدى الباحثين، ويوفر الجهد والوقت ويحقق أهداف العمل التربوي المشترك.
وأوصى المشاركون في الاجتماع بتعزيز دور البحث التربوي في رسم السياسات والخطط التربوية؛ ودعم القدرات المادية والبشرية لمراكز وإدارات البحوث التربوية في وزارات التربية والتعليم بالدول الأعضاء؛ والاهتمام بتأهيل الباحثين التربويين في مراكز وإدارات البحث التربوي، وإكسابهم المهارات اللازمة لإجراء بحوث تربوية عالية الجودة؛ وتشجيع المشاريع البحثية المشتركة بين وزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء؛ وإنشاء مجموعات بحثية على مستوى دول الخليج لتبادل الخبرات في مجال البحث التربوي؛ وتشجيع المعلمين وغيرهم من الممارسين التربويين على إجراء البحوث الإجرائية حول المشكلات التي تواجههم في المدارس. كما اتفق المجتمعون على تعزيز التعاون بين المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج ومراكز وإدارات البحوث التربوية بوزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء، وتفعيل دور منسق برامج المركز وفعالياته في وزارات التربية والتعليم بالدول الأعضاء، ومنحه الصلاحيات التي تمكنه من متابعة تنفيذ برامج المركز وفعالياته في هذه الدول.
وفي ختام الاجتماع، عبر الدكتور محمد الشريكة، مدير المركز، عن خالص شكره وتقديره لجميع المشاركين في الاجتماع، وأثنى على ما طرحوه من أفكار ومقترحات ثرية فيما يتعلق بتعزيز فعالية البحوث التربوية الميدانية في الدول الأعضاء، ومعالجة التحديات التي تواجه المركز في تطبيق أدوات الأبحاث الميدانية في الدول الأعضاء، وتعزيز التعاون بين مراكز وإدارات البحث التربوي في الدول الأعضاء. وأكد حرص المركز على الاستفادة مما قدم في الاجتماع من توصيات ومقترحات عملية في توجيه الجهود نحو مواجهة تحديات تطبيق البحوث التربوية الميدانية، وتحسين مردودها وتعظيم الفائدة منها من قبل وزارات التربية والتعليم بالدول الأعضاء.