عقد مجلس أمناء المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج اجتماعه في دورته التاسعة والثلاثين يوم الأحد الموافق 29 ديسمبر 2024م، في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، بحضور معالي الدكتور عبد الرحمن بن محمد العاصمي، المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج.
وقد افتتح معالي الدكتور عبد الرحمن العاصمي الاجتماع بكلمة رحب فيها بأعضاء المجلس، معربا عن تقديره العميق للجهود المبذولة من قبل المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج في دعم منظومة التعليم في الدول الأعضاء. وأكد معاليه أن الدور المحوري الذي يقوم به مجلس أمناء المركز لا يقتصر على متابعة العمل وتطوير الأداء، بل يشمل أيضا اقتراح أفكار جديدة تقدم إضافة نوعية للبرامج والدراسات التي ينفذها المركز. كما شدد على ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، من خلال هذه اللقاءات الدورية، بما يخدم احتياجات صناع القرار في هذه الدول ويدعم تطوير السياسات التربوية.
وأشار معالي الدكتور العاصمي إلى أهمية تفعيل دور مجلس الأمناء في توجيه السياسات المتعلقة بالبحوث والدراسات التي يجريها المركز، واستثمار الخبرات الثرية والمتنوعة التي يتمتع بها أعضاء المجلس لتطوير أداء المركز وتحقيق التميز في برامجه. ولفت الانتباه إلى ضرورة أن تتسم الدراسات والبحوث التي ينفذها المركز بطابع عملي وتطبيقي، بحيث تنتهي بتقديم حلول واضحة وقابلة للتنفيذ تسهم في تحسين الممارسات الميدانية. كما أكد أن اجتماعات المجلس تشكل فرصة قيمة لتبادل الرؤى والخبرات بين أعضاء المجلس، إضافة إلى التعريف بالتجارب والتجديدات التربوية في الدول الأعضاء. وأشار إلى أن اهتمام المجلس لا ينبغي أن يكون منصبا على مناقشة الإنجازات فقط، وإنما أيضا استعراض التحديات كخطوة أساسية نحو إيجاد حلول مبتكرة وفعالة لمشكلات التعليم. واختتم معاليه كلمته بتقديم الشكر الجزيل لإدارة المركز ولأعضاء مجلس الأمناء على تفانيهم وحرصهم على تحقيق أهداف المركز وتطوير أدائه، داعيا إلى استمرار هذا النهج لتحقيق مزيد من النجاحات، متمنيا لهم التوفيق والسداد.
وفي كلمته، رحب سعادة الأستاذ الدكتور إبراهيم بن عبد الله الحميدان، المشرف العام على مركز بحوث التعليم، وممثل المملكة العربية السعودية في مجلس أمناء المركز، بالمشاركين، وعبر عن اعتزازه باستضافة هذا الاجتماع في مدينة الرياض، مشيدا بالدور المحوري الذي يقوم به المركز في تعزيز التعاون بين الاختصاصيين التربويين بالدول الأعضاء. كما أثنى على النشاطات والفعاليات التي نفذها المركز مؤخرا، والتي تعكس مستوى العمل المتميز لفريق المركز بقيادة سعادة الدكتور محمد الشريكة. وسلط سعادته الضوء على نشاطات مركز بحوث سياسات التعليم بالمملكة العربية السعودية، والأدوار التي يقوم بها، والإنجازات التي حققها، داعيا إلى تعزيز الشراكة مع المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، بما يصب في خدمة قضايا التعليم والبحث التربوي في الدول الأعضاء.
وألقى سعادة الدكتور محمد الشريكة، مدير المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، كلمة بدأها بتقديم الشكر لمعالي الدكتور عبد الرحمن العاصمي على حضوره هذا الاجتماع، وعلى دعمه اللامحدود للمركز في أداء مهامه ونشاطاته. كما عبر عن امتنانه لأعضاء مجلس الأمناء على دعمهم المتواصل وحرصهم على المشاركة في الاجتماعات الدورية للمجلس، مما يعكس التزامهم بتطوير العمل التربوي المشترك. وأكد على أهمية التعاون المستمر بين المركز والدول الأعضاء لتحقيق أقصى استفادة من البرامج والفعاليات التي ينظمها المركز. واختتم كلمته بتوجيه الشكر لوزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية على استضافة الاجتماع وعلى حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
وقد تناول جدول أعمال الاجتماع عدة موضوعات رئيسة، شملت متابعة تنفيذ توصيات الدورة السابقة للمجلس، واستعراض تقرير شامل عن سير العمل في تنفيذ برامج المركز للدورة المالية 2023-2024، والتي تتضمن إعداد سبع دراسات وأربعة أدلة مرجعية وإرشادية، وحقيبة تدريبية، بالإضافة إلى إصدار ثمانية أعداد من مجلة "مستقبليات تربوية"، وتنظيم سبع ورش عمل تربوية، ولقاءين للأجهزة المتناظرة بالدول الأعضاء، وفعاليتين دوليتين.
كما استعرض المجلس تقريرا عن البرامج التي ينفذها المركز خارج إطار الخطة المعتمدة، والتي يبلغ عددها أربعة برامج، إلى جانب تقرير حول نشاطات المركز وفعالياته خارج إطار البرامج خلال الفترة بين دورتي انعقاد المجلس. وتضمن الاجتماع عرضا لأحدث إصدارات المركز، من بينها العدد السادس من المجلد السادس لمجلة "مستقبليات تربوية" بعنوان "التعليم من أجل التنمية المستدامة"، والعدد السابع بعنوان "المهارات الناعمة ومستقبل التعليم والعمل في القرن الحادي والعشرين"، والعدد الثامن بعنوان "البحوث التربوية الإجرائية"، ودراسة بعنوان "تنمية الهوية الثقافية والانتماء الوطني في مدارس التعليم الأجنبي بالدول الأعضاء"، بالإضافة إلى التقرير الختامي للمؤتمر التربوي الدولي الرابع للمركز حول موضوع "تحويل التعليم".
وقد شهد الاجتماع نقاشا موسعا بين الأعضاء حول التقارير المقدمة، حيث أبدوا ملاحظاتهم وقدموا اقتراحاتهم التي تهدف إلى إثراء العمل بالمركز وتعزيز آليات تنفيذ البرامج لتحقيق الأهداف المرجوة. كما عبر الأعضاء عن تقديرهم للجهود المبذولة من قِبَل المركز في دعم مسيرة التطوير التربوي بالدول الأعضاء.
وفي ختام الاجتماع، رفع سعادة الدكتور محمد الشريكة، مدير المركز، برقية شكر باسم أعضاء المجلس إلى معالي الأستاذ يوسف بن عبد الله البنيان، وزير التعليم بالمملكة العربية السعودية، وسعادة الدكتور حسن بن محسن خرمي، وكيل الوزارة للتعليم العام، وإلى معالي الدكتور عبد الرحمن العاصمي، مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج، على استضافتهم للاجتماع وعلى دعمهم المستمر للمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، مؤكدا حرص المركز على مواصلة جهوده لتحقيق تطلعات الدول الأعضاء في مجال التعليم.