عقد المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج مشغلا تربويا حول موضوع "المدارس الخضراء بالدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج"، في يوم الأربعاء الموافق 20 ديسمبر 2024م، في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية. وشارك في المشغل مسؤولون واختصاصيون تربويون في مجال التربية البيئية والتعليم الأخضر من وزارات التربية والتعليم بالدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج، بالإضافة إلى الخبراء التربويين بالمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج.
وقد استهدف المشغل التعريف بالدليل المرجعي الذي أعده المركز حول موضوع المدارس الخضراء، وبحث سبل الاستفادة منه في دعم سياسات وممارسات المدارس الخضراء في الدول الأعضاء، والتعرف على المبادرات والبرامج والمشروعات التي تنفذها وزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء في مجال التعليم الأخضر، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين الاختصاصيين التربويين في هذا المجال.
وافتتح المشغل بكلمة من سعادة الدكتور حسن بن محسن خرمي، وكيل الوزارة للتعليم العام بالمملكة العربية السعودية، رحب فيها بالمشاركين في المشغل، معبرا عن سعادته بعقد هذا المشغل في مدينة جدة. وقدم الشكر للمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج على مبادرته بعقد هذا المشغل التربوي المهم حول موضوع المدارس الخضراء. وأكد أهمية موضوع المدارس الخضراء ليس للتعليم فقط، وإنما لكوكب الأرض أيضا. وسلط الضوء على بعض المبادرات والمشاريع التي تنفذها المملكة العربية السعودية حول التغير المناخي والاستدامة، مقدما الشكر لمدارس المملكة العربية السعودية التي شاركت في المشغل عبر عرض مشروعاتها وتجاربها في مجال المدارس الخضراء. واختتم كلمته بتقديم الشكر للمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج على إعداد دليل مرجعي حول المدارس الخضراء، ليكون مرجعا لدى الدول الأعضاء حول هذا الموضوع، متطلعا إلى أن تسهم كل هذه الجهود في تخريج أجيال جديدة تعي أهمية الحفاظ على البيئة.
ثم ألقى الدكتور محمد الشريكة، مدير المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، كلمة عبر فيها عن سروره بعقد هذا المشغل في رحاب مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، مقدما الشكر لصاحب المعالي الأستاذ يوسف البنيان، وزير التعليم في المملكة العربية السعودية، ولسعادة الدكتور حسن بن محسن خرمي، وكيل الوزارة للتعليم العام، ولمدير عام ومنسوبي الإدارة العامة للتعليم في جدة، على استضافة هذا المشغل التربوي، وعلى دعمهم اللامحدود لأنشطة المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج. كما عبر عن بالغ الشكر والتقدير لوزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء، لما أبدته من استجابة طيبة للمشاركة في هذا المشغل، من خلال نخبة متميزة من الاختصاصيين التربويين، والإسهام فيه بخبراتها وتجاربها المتميزة.
وأشار سعادة مدير المركز إلى أن موضوع "المدارس الخضراء" يحظى باهتمام متزايد من جانب التربويين في مختلف أنحاء العالم، في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها عالمنا اليوم، والتي تتطلب منا مراعاة قيم ومعايير حماية البيئة في كل المجالات، وعلى رأسها مجال التعليم. وشدد على أهمية دور المدارس الخضراء في غرس هذه القيم عبر تبني ممارسات صديقة للبيئة، وإدماج مفاهيم الاستدامة في المناهج التعليمية. ولفت الانتباه إلى اهتمام المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج بموضوع المدارس الخضراء، وهو ما تجلى في إعداده دليلا مرجعيا حول هذا الموضوع، بهدف التعريف بمفهوم المدرسة الخضراء ومضامينه البيئية والتربوية، وتسليط الضوء على أبرز النماذج والتطبيقات الدولية في مجال المدارس الخضراء، وتنمية وعي التربويين بأهميتها.
وأشار الدكتور الشريكة إلى أن هذا المشغل يستهدف التعريف بالدليل المرجعي الذي أعده المركز حول هذا الموضوع المهم، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المبادرات والبرامج والمشروعات التي تنفذها وزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء في مجال التعليم الأخضر، وتبادل الخبرات والتجارب بين الاختصاصيين التربويين في هذا المجال، مؤكدا أهمية استمرار التعاون بين دول الخليج لترسيخ مفهوم المدارس الخضراء كجزء من استراتيجياتها الوطنية في التعليم والتنمية المستدامة.
وشهد المشغل عرض عدد من المشاريع التي نفذتها مدارس إدارة التعليم بجدة حول التعليم الأخضر. كما تم عرض محتوى الدليل المرجعي الذي أعده المركز حول المدارس الخضراء في الدول الأعضاء، وورقة عمل بعنوان "مفهوم المدرسة الخضراء وأهميته في توفير بيئة تعليمية صحية وآمنة ومستدامة". كما قدم ممثلو الدول الأعضاء عروضا حول جهود وزارات التربية والتعليم ومبادراتها في مجال المدارس الخضراء. وتضمنت العروض تقديم معلومات حول السياسات والمبادئ التوجيهية التي وضعتها وزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء لتشجيع مبادرات المدارس الخضراء والتعليم الأخضر، والمعايير الإنشائية والتشغيلية للمدارس الخضراء، وأساليب دمج المفاهيم البيئية في المناهج الدراسية، وأبرز المشروعات والمبادرات التي تم تطبيقها بالفعل في مجال المدارس الخضراء والتعليم الأخضر، ونتائج هذه المبادرات وتأثيرها على سلوكيات الطلبة والمعلمين تجاه قضايا الاستدامة البيئية.
وقد دار نقاش بين المشاركين في المشغل حول سبل دعم سياسات الدول الأعضاء وممارساتها في مجال التعليم الأخضر. وأوصى المشاركون بضرورة إعادة صياغة أهداف التعليم بما يضمن دمج أهداف الاستدامة البيئية، وتطوير التشريعات والسياسات وسن القوانين الملزمة لتطبيق مناهج تعليمية صديقة للبيئة، وتأهيل الكوادر التعليمية في المدارس لدعم تجربة التعليم الأخضر وتنفيذ المشروعات والأنشطة الخاصة بالمدارس الخضراء، وربط المدرسة بالمجتمع المحلي لدعم تجربة التعليم الأخضر من خلال عقد شراكات حكومية وغير حكومية لتمويل مبادرات تحويل المدارس إلى مدارس خضراء صديقة للبيئة، والاستفادة من التجارب الرائدة لتطوير المدارس الخضراء سواء على المستوى المحلي أو العالمي، لوضع آليات عاجلة لتطبيق نموذج المدرسة الخضراء على أرض الواقع كنموذج عالمي أثبت نجاحه في كثير من البلدان.