للشراء متوافر على :
يعرف التعلم المدمج على أنه نهج تعليمي يجمع بين مزايا طرق التدريس في الفصول الدراسية التقليدية وأساليب التعليم والتعلم الإلكتروني لتمكين الطلبة من اكتساب الكفايات اللازمة. ولقد بذلت الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج على مدار السنوات السابقة، جهدا كبيرا لدمج التقنية في عملية التعليم والتعلم، من خلال توفير البنية التحتية اللازمة، وتصميم المحتوى التعليمي المناسب، وإكساب المعلمين الكفايات الضرورية. وقد مثلت جائحة كورونا نقطة تحول رئيسة ساهمت في التعجيل بسعي هذه الدول إلى تبني نهج التعلم المدمج، وتوظيف التقنية في التعليم على نطاق واسع.
وتهدف هذه الدراسة إلى استكشاف ما وصلت إليه الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج في مسار دمج التقنية في التعليم، وتحديد مدى استعداد المعلمين ومديري المدارس في الدول الأعضاء لتطبيق نهج التعلم المدمج في المدارس، واقتراح مجموعة من الإجراءات الاسترشادية لتطبيق نهج التعلم المدمج في الدول الأعضاء، في ضوء أحدث الاتجاهات العالمية في هذا المجال، وبما يراعي طبيعة السياق التعلمي والاجتماعي في هذه الدول. وتتكون الدراسة من خمسة فصول، تتناول الإطار العام للدراسة، وتعريف التعلم المدمج ومضامينه التربوية، وسياسات دمج التعلم المدمج في الدول الأعضاء. كما تتضمن دراسة ميدانية مفصلة حول واقع التعلم المدمج في الدول الأعضاء، وتصورا لمجموعة من الإجراءات الاسترشادية لتطبيقه في هذه الدول.
ونأمل أن تكون هذه الدراسة أحد المصادر التي يفيد منها القائمون على الشأن التربوي ومطورو المناهج الدراسية، ومديرو المدارس والمعلمون، في الوصول إلى فهم أعمق لفلسفة التعلم المدمج وآليات تطبيقه في المدارس، وطرائق التدريس والتقويم التي تتوافق مع مبادئه، بما ينعكس إيجابا على العملية التعليمية وتجويد مخرجات نظم التعليم في الدول الأعضاء، وبما يسهم في دعم جهود تطوير التعليم في الدول الأعضاء، وتعزيز قدراتها على تحقيق التحول الرقمي في التعليم.