ناقش المؤتمر التربوي الدولي الثالث، الذي نظمه المركز تحت عنوان "تعليم مبتكر لعصر متغير"، خلال يومي 29 و30 نوفمبر 2022م، في مدينة المنامة بمملكة البحرين. مجموعة من التساؤلات المهمة حول استشراف مستقبل التعليم في ظل المتغيرات العالمية المعاصرة، والحاجة إلى إعادة هيكلة النظم التعليمية استجابة للتحول الرقمي في مختلف مناحي الحياة، وما يتطلبه ذلك من تغييرات في المناهج التعليمية وأساليب تصميمها، وأدوار المعلمين وكفاياتهم المهنية.

ولقد دعا المشاركون في المؤتمر ساسة التعليم والاختصاصيين والممارسين التربويين، وكل المعنيين بالشأن التعليمي، إلى النظر في التوجهات العامة الآتية، وبحث سبل الاستفادة منها في تطوير تعليم مبتكر لعصر متغير:

• توسيع دائرة النقاش والحوار العام حول مستقبل التعليم، بمشاركة كل المهتمين والمعنيين بالشأن التربوي، وتشجيع المؤسسات البحثية والنخب الفكرية على مواصلة بحث سبل تطوير التعليم كي يصبح مواكبا لروح العصر، وملبيا لتطلعات الأجيال الجديدة في مستقبل مزدهر.

• الانتقال من تعليم عصر الحداثة القائم على نموذج المصنع، إلى نموذج آخر يواكب تطورات عصر ما بعد الحداثة والاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار والتحول الرقمي، ويراعي التنوع بين الطلبة في الاهتمامات والميول وأنماط التعلم، ويحرص على تحقيق مبدأ التعليم الجيد للجميع.

• إعادة النظر في غايات التعليم ومناهجه ومضامينه، لإكساب المتعلمين المعارف والمهارات التي تمكنهم من مواصلة التعلم الذاتي مدى الحياة، والاستجابة بشكل ناجح لمطالب الحياة والعمل في المستقبل، وامتلاك القدرة على التكيف المرن مع عالم يتسم بالتقلب وعدم اليقين والتعقيد والغموض وسرعة التغير.

• ربط التعليم بمشكلات العالم الحقيقي، وإعادة النظر في خرائط التخصصات الأكاديمية، وعدم التقيد بالترسيمات الصارمة بين الموضوعات والمواد الدراسية، والاعتماد بشكل أكبر على التعلم العابر التخصصات، الذي يتيح للمتعلمين فرصة الوصول إلى فهم أعمق للحياة بتعقيدها وتشابكها، وقدرة أكبر على إيجاد حلول مبتكرة لمشكلاتها.

• إعادة النظر في الهياكل القديمة والجامدة لنظام التعليم في ضوء متطلبات التحول الرقمي، ليصبح أكثر مرونة وانسجاما مع تغير مفاهيم الزمان والمكان، بما يشمله ذلك من إعادة تصميم بيئات التعلم لتشمل الفضاء الافتراضي، والانفتاح على المبادرات الجديدة والمبتكرة في عالم التعليم الرقمي.

• العمل بشكل متوازن على اغتنام الفرص الكامنة في التعليم الرقمي، من جهة، وإجراء نقد عميق للمفاهيم والممارسات ذات الصلة بهذا النوع من التعليم، من جهة أخرى، ومواصلة البحث والنقاش للوصول إلى فهم أعمق لعواقب التحول الرقمي في التعليم على الصعيد الإنساني والمجتمعي.

• تطوير برامج إعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة، وفي أثنائها، لتستوعب المستجدات الحديثة على صعيد أدوات التعليم الرقمي واستراتيجيات التعليم والتعلم والتقويم القائمة على التقنية، وتعزز فهمهم لشروط ومعايير دمج التقنية في التعليم بشكل هادف ومستدام.

• تطوير البنية التحتية للتقنية في المدارس، وضمان وصول جميع الطلبة بشكل منصف وعادل إلى الأجهزة الرقمية وخدمات الإنترنت عالية الجودة، ومراعاة مبدأ المساواة والعدالة الاجتماعية في توفير فرص التعليم الرقمي.