أحدث الإصدارات   |   أحدث الإصدارات

التربية البيئية تبدأ من المنزل

  • المؤلف : المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج
  • سنة النشر :2021
  • عدد الصفحات/الأجزاء : 157

للشراء متوافر على :

Amazon    Google play Store    Abeg Store

 

ملخص الكتاب
لا يرتبط الدور البيئي للأسرة بهذا الظرف الطارئ فقط؛ فإنه يُفترض دوما أن يكون للأسرة دور مهم في إكساب الأولاد الثقافة التي تساعدهم على التفاعل الإيجابي مع البيئة المحيطة بهم، بما تتضمنه هذه الثقافة من قيم ومبادئ ومعايير سلوكية تُحدِّد اتجاهات الفرد وسلوكياته نحو بيئته. وترتبط تلك الثقافة إلى حدٍّ بعيد بمـستوى تعليم الوالدين، ومكانتهم الاجتماعية، وطبيعة البيئة المحيطة بهم، كما تتأثر هذه الثقافة بمدى الاتساق (الاكتمال) بين وسائط التنشئة التربوية المختلفة، وفاعليتها في التعريف بهذه الثقافة، وغرسها في نفوس النشء. ولا ينفصل مفهوم الثقافة البيئية عن مفهوم الوعي البيئي، بل هو مُعبِّرٌ عنه، حيث تُوجِدُ الثقافـة البيئية نوعاً من الوعي البيئي لدى الفرد بما تؤديه مصادر البيئة في حياته، وأهمية الحفاظ عليها.
والأسرة منوطة بتشكيل أولاد محبيّن للبيئة، يتحلَّون بالقيم التي تهتم بالحفاظ على سلامة البيئة وحمايتها من التلوُّث. فالسياقات اليومية للحياة المنزلية والمتضمنة العادات والعمل الاعتيادي اليومي للأسرة، بما يشمله ذلك من ممارسات الوالدين، وعلاقات وظيفية في المنزل (دور كل فرد)، واتجاهات سائدة، وثقافة عامة، يمكن أن تؤدي دورا جوهريا في تشكيل كيفية استجابة أولادنا لما يدرسونه من مناهج مدرسية صُمِّمت لزيادة معرفتهم البيئية، أو تغيير اتجاهاتهم، أو تعديل سلوكيات معينة لديهم في هذا المجال.
ومن ثَمَّ، يهدف هذا الدليل إلى إبراز أهمية الدور التربوي للأسرة في التعامل مع القضايا البيئية من أجل تعزيز الوعي البيئي لدى الأولاد، وتنمية إدراكهم للأمور المتعلقة ببيئتهم، وبخاصة ما يتعلق منها بأهمية الموارد الطبيعية، وخطورة المشكلات التي يسبِّبها تلوُّث الهواء والطعام والماء والتربة، إضافة إلى تفعيل دور الأسرة في مواجهة المشكلات البيئية، وتوفير نشاطات متنوعة لتعزيز القيم البيئية لدى الأولاد وإكسابهم المهارات المتعلقة بالحفاظ على سلامة البيئة وحماية مواردها الطبيعية.
ويشمل الدليل أربعة فصول؛ يتناول الأول منها موضوع المحافظة على موارد البيئة الطبيعية؛ حيث يقدِّم بعض المعلومات الموجزة عن موارد البيئة الطبيعية المتنوعة، مثل: مصادر المياه العذبة، والهواء، والتربة، والنباتات الطبيعية...، وغيرها. كما يناقش الفصل أهمية الحفاظ على هذه الموارد، ويوضِّح المخاطر المترتبة على استنزافها، وسوء استغلالها. ثُمَّ يقدِّم بعض الإرشادات التي تساعد الآباء والأمهات على توعية أبنائهم بأهمية المحافظة على موارد البيئة الطبيعية.
ويناقش الفصل الثاني دور الأسرة في التعامل مع النفايات، عن طريق اتِّباع عادات وسلوكيات وممارسات اعتيادية يوميا للحدِّ منها، بحيث تصبح هذه العادات نمطا سلوكيا متأصلا، يمكن للأولاد الاقتداء به واتّباعه بشكل مستمر. كما يقدِّم مجموعة من النشاطات المنزلية البسيطة التي يقوم بها ولي الأمر مع الأولاد لإثارة وعيهم بهذه المشكلة، واقتراح حلول لمعالجتها، وممارسة ذلك عمليا في بيئة المنزل والمجتمع المحيط.
ويتناول الفصل الثالث دور الأسرة في مواجهة تلوُّث الهواء، من خلال مجموعة من النشاطات العملية التي يمكن للآباء تنفيذها لتعزيز القيم البيئية لدى أولادهم، وتكوين اتجاهات إيجابية نحو قضية تلوُّث الهواء، وتعزيز إدراكهم لأهميتها وآثارها في الإنسان والبيئة، ووضع نماذج لنشاطات عملية يتم تطبيقها مع الأولاد في المنزل وخارجه، والتي تعمل على تعديل سلوكياتهم واتجاهاتهم نحو البيئة في المراحل العمرية المختلفة.
ويتناول الفصل الرابع دور الأسرة في المحافظة على سلامة الغذاء والماء وحمايتهما من التلوُّث، حيث يبدأ الفصل ببيان أهمية الطعام الصحي لأفراد الأسرة، وتسليط الضوء على تلوُّث الماء والطعام والأضرار المتنوعة والمخاطر الصحية المتعددة لهذا التلوُّث، إلى جانب تحديد دور الأسرة في المحافظة على الطعام والماء من التلوُّث من خلال إرشادات متنوعة مرتبطة بهذا المجال، إضافة إلى عرض مجموعة متنوعة من النشاطات التربوية المتنوعة لتعزيز قيم الحفاظ على سلامة الأغذية والماء وحمايتهما من التلوُّث لدى الأولاد.