برعاية كريمة من سعادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة بن أحمد، وزير التربية والتعليم بمملكة البحرين، عقد المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج مؤتمره التربوي الدولي الثالث تحت عنوان "تعليم مبتكر لعصر متغير"، خلال يومي 29 و30 نوفمبر 2022م، في مدينة المنامة بمملكة البحرين. ويأتي انعقاد هذا المؤتمر ضمن نشاطات المركز الهادفة إلى متابعة المستجدات العالمية في الأفكار والممارسات التربوية، للإفادة منها في إثراء التطوير التربوي في الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج، وتنمية خبرات الاختصاصيين التربويين، وتبادل الآراء ووجهات النظر حول القضايا التربوية ذات الاهتمام المشترك، والاطلاع على التجارب والتجديدات التربوية المتميزة، على المستويين الإقليمي والعالمي.
ويعكس عنوان هذا المؤتمر الشعور السائد لدى قطاع كبير من التربويين حول العالم بالحاجة إلى إعادة التفكير في التعليم بطرق مبتكرة، من أجل استيعاب التحولات الكبيرة والسريعة التي يمر بها عالمنا في هذا العصر، والاستجابة لتحديات إعداد أجيالنا الجديدة لمستقبل يكتنفه الغموض. ولذلك ناقش المؤتمر مجموعة من التساؤلات المهمة حول استشراف مستقبل التعليم في ظل المتغيرات العالمية المعاصرة، والحاجة إلى إعادة هيكلة النظم التعليمية استجابة للتحول الرقمي في مختلف مناحي الحياة، وما يتطلبه ذلك من تغييرات في المناهج التعليمية وأساليب تصميمها، وأدوار المعلمين وكفاياتهم المهنية.
وقد بلغ عدد المشاركين في المؤتمر حوالي ثلاثمائة مشارك، وأسهم في عرض موضوعاته نخبة متميزة من الخبراء الدوليين من مناطق مختلفة من العالم، وشارك في أعماله ومناقشاته اختصاصيون تربويون من الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج، يمثلون وزارات التربية والتعليم في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، ودولة الكويت، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، ودولة قطر، هذا إلى جانب ممثلين لعدد من المنظمات التربوية الإقليمية والدولية.
وقد تضمنت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر كلمات افتتاحية من جانب سعادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة بن أحمد، وزير التربية والتعليم بمملكة البحرين، ومعالي الدكتور عبد الرحمن بن محمد العاصمي، المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، وسعادة الدكتور سليمان إبراهيم العسكري، مدير المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، والسيدة كوستانزا فارينا، مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية ببيروت.
كما اشتمل برنامج المؤتمر على أربع جلسات عامة، على مدار يومين، خصصت الأولى لمناقشة موضوع "المتغيرات العالمية ومستقبل التعليم"، وترأسها الأستاذ الدكتور عبد السلام الجوفي، المستشار بمكتب التربية العربي لدول الخليج؛ وحاضر فيها كل من البروفيسور سهيل عناية الله، أستاذ كرسي اليونسكو للدراسات المستقبلية، والأستاذ بمعهد الدراسات المستقبلية بجامعة تامكانج في تايوان، والدكتور صبحي الطويل، مدير قسم مستقبل التعليم والابتكار في منظمة اليونسكو.
وخصصت الجلسة الثانية لمناقشة موضوع المحور الثاني للمؤتمر، وعنوانه "إعادة هيكلة نظام التعليم: البحث عن حلول رقمية مبتكرة". وترأس هذه الجلسة الأستاذ الدكتور عبد الله بن خميس أمبوسعيدي، وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم بسلطنة عمان، وحاضر فيها كل من: البروفيسور مارك براون، مدير المعهد الوطني للتعلم الرقمي في أيرلندا؛ والأستاذ الدكتور حمدي أحمد عبد العزيز، عميد كلية التعليم الإلكتروني في جامعة حمدان بن محمد الذكية بالإمارات العربية المتحدة.
دارت أعمال الجلسة الثالثة حول موضوع "المنهج التعليمي: إشكاليات اختيار المحتوى والمصادر والأدوات"؛ وأدارها الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن محمد الرويس، المشرف على إدارة البرامج بمكتب التربية العربي لدول الخليج، وحاضر فيها كل من الدكتور أنتوني ماجانا، المدير التنفيذي لمؤسسة ماجانا للأبحاث التعليمية بالولايات المتحدة الأمريكية، والأستاذ الدكتور صالح بن سالم البوسعيدي، عميد كلية التربية في جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان.
أما الجلسة الرابعة، فخصصت لمناقشة موضوع "إعداد المعلمين: الكفايات والأدوار الجديدة". وترأس هذه الجلسة الأستاذ الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، وكيل وزارة التعليم والتعليم العالي بدولة قطر؛ وحاضر فيها كل من الدكتورة تشوا بي لينج، العميد المساعد لإعداد المعلمين بالمعهد الوطني للتعليم في جامعة نانيانج التكنولوجية بسنغافورة، والدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم المديرس، المدير العام لمركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم بالمملكة العربية السعودية.
كما نُظمت ورشتا عمل متزامنتان في مساء اليوم الأول للمؤتمر، حول موضوعي: "تطوير المحتوى الرقمي للمناهج التعليمية"؛ "والتنمية المهنية للمعلمين لتوظيف التقنيات الرقمية في التعليم"، شارك فيهما عدد من الاختصاصيين التربويين من وزارات التربية والتعليم بالدول الأعضاء، والخبراء المتحدثين في جلسات المؤتمر، وعدد من أساتذة كلية البحرين للمعلمين، إلى جانب عدد من المعلمين والمشرفين التربويين من وزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين.