عقد المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، ورشة عمل تدريبية حول "التعليم أثناء الأزمات والطوارئ"، خلال المدة من 23 إلى 25 ديسمبر 2024م، في مدينة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد افتتحت الورشة بكلمة من سعادة الدكتور محمد الشريكة، مدير المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، عبر فيها عن سروره بعقد هذه الورشة التدريبية في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، متوجها بخالص الشكر والتقدير لمعالي الأستاذة سارة بنت يوسف الأميري، وزيـرة التربية والتعليم، لدعمها الكبير لأنشطة المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج. كما عبر عن بالغ الشكر والتقدير لسعادة المهندس محمد القاسم، وكيل وزارة التربية والتعليم، وفريق وزارة التربية والتعليم من مسؤولين واختصاصيين وإداريين، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وعلى الجهود الكبيرة التي بذلوها في المتابعة والتنظيم لإنجاح هذه الورشة التدريبية.
وأشار الدكتور الشريكة إلى أن انعقاد هذه الورشة التدريبية يأتي استجابة لتوجيهات أصحاب المعالي والسعادة وزراء التربية والتعليم بدول مجلس التعاون الخليجي، بشأن إقامة ورش عمل دورية في الدول الأعضاء للمختصين بكافة القطاعات المعنية باستمرار التعليم خلال الأزمات، إدراكا منهم لأهمية تعزيز استعداد وزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء وجاهزيتها للتعامل مع الأزمات وحالات الطوارئ بشكل فعال ومنسق ومتكامل، من خلال تطوير استراتيجيات وسياسات وخطط لإدارة التعليم في أثناء الأزمات، بالإضافة إلى تدريب جميع العاملين في التعليم على الإجراءات التي يمكن اتخاذها على مستوى النظام التعليمي للاستجابة للأزمات وحالات الطوارئ والتعافي من آثارها.
ولفت الانتباه إلى أن هذه الورشة تعد تتويجا لجهود امتدت لسنوات، قام المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج خلالها بتنفيذ ثلاثة برامج حول هذا الموضوع؛ أسفرت عن إعداد دراسة حول التعليم في أثناء الأزمات، تحدد السياسات والممارسات التعليمية التي يمكن تطبيقها لضمان تقديم التعليم الجيد والمنصف للفئات المعرضة لخطر الحرمان من التعليم، وبخاصة طلبة الصفوف الأولى وذوي الإعاقة؛ وإعداد دليل إرشادي حول إدارة التعليم في أثناء الأزمات في الدول الأعضاء؛ وبناء حقيبة تدريبية حول سياسات وإجراءات إدارة التعليم في أثناء الأزمات.
وتعد هذه الورشة التدريبية، التي عقدها المركز في دولة الإمارات العربية المتحدة، هي الثانية من نوعها ضمن سلسلة ورش العمل المشابهة التي ينفذها المركز في الدول الأعضاء، بهدف تعزيز استعداد وزارات التربية والتعليم وجاهزيتها في مجال التعليم في أثناء الأزمات، وتطوير قدراتها في مجال التخطيط الاستراتيجي لإدارة التعليم أثناء الأزمات، وتزويد العاملين في وزارات التربية والتعليم بالمعارف والمهارات اللازمة لإدارة التعليم في ظل الأزمات وحالات الطوارئ، وضمان توفير بيئة تعليمية آمنة لجميع الطلبة والمعلمين والعاملين في مواجهة مختلف أنواع المخاطر والأزمات التي قد تتعرض لها المؤسسات التعليمية.
وقد شارك في ورشة العمل التدريبية 20 مشاركا من المسؤولين والاختصاصيين بوزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، من كافة القطاعات المعنية بإدارة الأزمات، وضمان استمرارية التعليم في حالات الطوارئ، بالإضافة إلى فريق من الخبراء المختصين في التدريب على التعليم أثناء الأزمات، من أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، إلى جانب الخبراء التربويين بالمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج.
واستهدفت النشاطات التدريبية للورشة تطوير قدرات المتدربين ومعارفهم بشأن أبعاد مفهومي التعليم أثناء الأزمات والإدارة أثناء الأزمات؛ وبيان أهمية التعليم أثناء الأزمات وضرورة الاستعداد له، ومعرفة جوانب الإعداد المطلوب للتعامل معه؛ وتحديد استراتيجيات مواجهة الأزمات وإجراءاتها التي تضمن استمرارية الخدمات التعليمية وسلامة الطلبة والمعلمين؛ وتخطيط التعليم أثناء الأزمات من حيث تحديد المخاطر الحالية والمحتملة وتحليلها، وتطوير استراتيجيات الاستجابة المناسبة؛ وتفسير الحاجة للدعم النفسي والاجتماعي للطلبة والمعلمين وأولياء الأمور أثناء الأزمات؛ ووضع الاستراتيجيات المناسبة التي تعزز أبعاد الدعم النفس اجتماعي وتقدم حماية للعاملين في التعليم؛ بالإضافة إلى تحديد مجالات القدرات المطلوب بناؤها لدى كل فئة من العاملين في التعليم (صناع القرار، ومطورو المناهج، وقادة المؤسسات التعليمية المختلفة، وقادة أقسام التخطيط والسياسات ... إلخ) للنجاح في التعامل مع الأزمات في قطاع التعليم.