أخبار المركز   |   أخبار المركز

المركز يعقد ملتقى "تعزيز قيم التسامح وقبول الآخر في المؤسسات التعليمية" في مملكة البحرين

(الأربعاء) 11/09/2024

 

بحضور كريم من سعادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة، وزير التربية والتعليم بمملكة البحرين، عقد المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج الملتقى العلمي حول موضوع "تعزيز قيم التسامح وقبول الآخر في المؤسسات التعليمية"، في 11 سبتمبر 2024م، في مدينة المنامة بمملكة البحرين. وشارك في الملتقى مسؤولون واختصاصيون تربويون من الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج في مجال تطوير المناهج التعليمية وتدريس الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية، وعدد من الخبراء المختصين في هذا المجال، وعدد من الأكاديميين وأساتذة الجامعات، بالإضافة إلى الخبراء التربويين بالمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج.

وقد استهدف الملتقى تسليط الضوء على أهمية قيم التسامح وقبول الآخر في تعزيز وحدة المجتمعات الخليجية وتماسكها، وإبراز دور المؤسسات التعليمية والإعلامية في هذا الشأن. كما استهدف الملتقى التعريف بالدليل المرجعي الذي أعده المركز حول توعية الطلبة بقيم التسامح وقبول الآخر، وبحث سبل الاستفادة منه في تعزيز هذه القيم لدى طلبة التعليم العام في الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج، ومناقشة الخيارات والبدائل المناسبة لتفعيل دور التعليم والإعلام في نشر قيم التعايش والتفاهم ونبذ التعصب والكراهية، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين الاختصاصيين التربويين في الدول الأعضاء في هذا المجال.

وافتتح الملتقى بكلمة من سعادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة، وزير التربية والتعليم بمملكة البحرين، رحب فيها بالمشاركين، متمنيا لهم طيب الإقامة، ومعبرا عن سعادته بعقد هذا الملتقى في مملكة البحرين. وأثنى على جهود المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج في خدمة العملية التعليمية بالدول الأعضاء، وأشاد بالفعاليات التي ينظمها المركز لرفع الوعي بين الاختصاصيين التربويين في مختلف المجالات ذات الصلة بالتعليم. وقدم التحية للمركز على حسن اختياره للخبراء المتحدثين في هذا الملتقى العلمي الذي يعالج قضية مهمة تتعلق بواقعنا الاجتماعي والثقافي، وتمس قيم وسلوكيات الطلبة في المدارس. وعبر سعادة الوزير عن تطلعه إلى أن تسهم هذه الفعالية في نقل خبرات المتحدثين إلى الميدان التربوي من خلال التأثير الإيجابي في سلوكيات الطلبة، وتعزيز قيم التسامح وقبول الآخر لديهم.  

وأشار سعادة الوزير إلى تجربة مملكة البحرين الثرية في نشر ثقافة المحبة والسلام والتعايش السلمي بين أطياف المجتمع البحريني الذي يتسم بالتعددية والتنوع. كما أشاد بجهود دول الخليج في تعزيز قيم التسامح عبر مؤسساتها التعليمية والإعلامية والثقافية. وفي ختام كلمته جدد الشكر للمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، كما جدد ترحيبه بالمشاركين، متطلعا إلى خروج هذا الملتقى بالنتائج المرجوة، والتوصيات البناءة، بما يصب في دعم تماسك المجتمعات الخليجية والحفاظ على استقرارها.

ثم ألقى الدكتور محمد الشريكة مدير المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، كلمة عبر فيها عن ترحيبه بالمشاركين في الملتقى، وتوجه بالشكر الجزيل لوزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين الشقيقة، ممثلة في سعادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة، وزير التربية والتعليم، لما أبدته من اهتمام باستضافة هذا الملتقى العلمي، وترحيب كبير بالمشاركين فيه، ودعم لامحدود للمركز في تنظيمه على الوجه الأكمل. كما عبر عن بالغ الشكر والتقدير لوزارات التربية والتعليم في الدول الأعضاء، لما أبدته من استجابة طيبة للمشاركة في هذا الملتقى، من خلال نخبة من المسؤولين والاختصاصيين التربويين المتميزين.  

وأشار الدكتور محمد الشريكة إلى أن هذا الملتقى العلمي ينعقد في وقت أصبحت قيم التسامح وقبول الآخر ضرورية لبناء مجتمعات متماسكة وآمنة ومستقرة، ومواجهة التيارات التي تروج لخطابات الكراهية والتعصب. وأكد أهمية الدور الذي تؤديه المؤسسات التعليمية والإعلامية في تعزيز قيم التسامح وقبول الآخر لدى الطلبة وأفراد المجتمع بشكل عام، من خلال تعزيز الوعي بأهمية التنوع والاختلاف، وتشجيع التفكير النقدي والتحليل الموضوعي لمواجهة الأفكار النمطية والمفاهيم الخاطئة التي تؤدي إلى التعصب.

وشدد على اهتمام المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج بهذا الموضوع، والذي ظهر من خلال إعداد المركز دليلا مرجعيا حول توعية الطلبة بقيم التسامح وقبول الآخر، بهدف نشر قيم التسامح ورفع الوعي بها بين طلبة التعليم العام بدول الخليج، وإرشاد الممارسين التربويين إلى أفضل الأساليب التربوية لتعزيز هذه القيم لدى الطلبة، بما يصب في النهاية في بناء مجتمعات خليجية يسودها السلام والتفاهم.

ولفت الدكتور محمد الشريكة الانتباه إلى ما تقوم به مملكة البحرين الشقيقة من مبادرات رائدة وملهمة في مجال تعزيز قيم التسامح ونشر أواصر المحبة والسلام بين شعوب العالم، في ظل التوجيهات الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم. فقد اتخذت مملكة البحرين، تحت قيادته الحكيمة، خطوات جادة ومتواصلة لتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان، وأطلقت عديدا من المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى تعزيز التعايش السلمي واحترام التنوع الثقافي والديني، واستضافت عديدا من الفعاليات والندوات والمؤتمرات الدولية التي تجمع بين مختلف الثقافات والديانات لتبادل الأفكار والتجارب حول كيفية تعزيز ثقافة السلام والتفاهم في العالم. وأكد أن هذه الجهود إنما تعكس رؤية قيادة المملكة الحكيمة التي تؤمن بأن التسامح والتعايش السلمي هما أساس بناء مجتمعات قوية ومستقرة قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة.

وقد شهد الملتقى تقديم ثلاث محاضرات، حيث ألقى سعاد الأستاذ ضرار بالهول الفلاسي، المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، محاضرة بعنوان: "دور المؤسسات الإعلامية في نشر قيم التسامح وقبول الآخر"؛ وقدمت الدكتورة موزة عيسى الدوي، الأستاذ المشارك في كلية الآداب بجامعة البحرين ومديرة تحرير مجلة العلوم التربوية والنفسية بالجامعة، محاضرة حول: "أهمية قيم التسامح وقبول الآخر في تعزيز السلم والتعايش الاجتماعي"؛ أما المحاضرة الثالثة فكانت حول: "سبل تعزيز قيم التسامح وقبول الآخر لدى طلبة التعليم العام"، وألقاها الدكتور محمد حسين السيد، مدير إدارة بناء القدرات في مشروع سلام للتواصل الحضاري، بالمملكة العربية السعودية.

ودارت خلال الملتقى العلمي مناقشات مثمرة بين المشاركين أكدوا خلالها أن الاهتمام التربوي بالقيم الإنسانية المشتركة، ومنها قيم التسامح وقبول الآخر، لم يعد مجرد ترف أو توجه عالمي مشترك فحسب، بل أصبح ضرورة حياتية ملحة، تحفظ للإنسان كرامته وتعظم حقوقه وتكفل آدميته. وأوصى المشاركون بضرورة بناء رؤية إستراتيجية شاملة لترسيخ تلك القيم وتعزيزها، بحيث تتضافر الجهود المبذولة حولها من مختلف الجهات والهيئات والمؤسسات الحكومية وغير حكومية المعنية بدعم قيم التسامح وقبول الآخر وتعزيزها. كما أوصوا بضرورة ترجمة قيم التسامح وقوبل الآخر إلى أنماط سلوكية وتطبيقات عملية وأدائية، يتم ممارستها وتفعيلها بشكل مباشر وغير مباشر في عمليات التعليم والتعلم داخل المؤسسات التعليمية وخارجها، وذلك في إطار عمل منظومي يشارك فيه واضعو السياسات التعليمية، ومصممو المناهج الدراسية، ومديرو المؤسسات التعليمية، والمعلمون وأولياء الأمور والاختصاصيون الاجتماعيون والمرشدون النفسيون، والمتعلمون أنفسهم باعتبارهم محور العملية التعليمية.