يتناول هذا العدد من "مستقبليات تربوية"، موضوع "الذكاء الاصطناعي في التعليم". وبشكل عام فإن دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم يهدف إلى تعزيز التعلم الشخصي، وتلبية الاحتياجات التعليمية المتنوعة لدى الطلبة. علاوة على ذلك، توفر الأدوات التعليمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي دعما كبيرا للمعلمين، من خلال تخفيف الأعباء الإدارية عن كاهلهم، وتنفيذ عديد من المهام التي تستنزف وقتهم وجهدهم، مثل تصحيح الامتحانات والواجبات، ورصد الدرجات، وحتى إعداد خطط الدروس اليومية. ويثير ذلك أسئلة جوهرية حول دور المعلم في هذه البيئات التعليمية المختلفة كليا عن سياقات الفصول التقليدية.

وفي هذا العدد نستعرض كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحدث نقلة نوعية في العملية التعليمية، من خلال تحليل نتائج مجموعة مختارة من الدراسات والتقارير العالمية الحديثة حول هذا الموضوع، والتي تسلط الضوء على الإمكانات والمزايا الهائلة للتقنيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تطوير ممارسات التعليم والتعلم والتقويم، وتناقش كذلك التحديات والمخاوف الأخلاقية المرتبطة بدمج الذكاء الاصطناعي في التعليم، مثل قضايا التحيز والتمييز وخصوصية البيانات وأمنها والانتحال والنزاهة الأكاديمية.

ونناقش في هذا العدد الحاجة الماسة إلى سياسات ومبادئ توجيهية قوية وواضحة، تُرشد استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي وآمن، ونعرض بعض المبادرات المهمة على هذا الصعيد من جانب اليونسكو والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول المتقدمة. كما نستشرف مستقبل الذكاء الاصطناعي في التعليم، بوصفه أداة قوية وثورية تُسهم في خلق تجارب تعليمية أكثر تخصيصا وفعالية للمتعلمين من مختلف الأعمار.

وسيجد القارئ في نهاية ملف هذا العدد نص حوار أجرته هيئة تحرير المجلة مع "شات جي بي تي" (ChatGPT) - روبوت المحادثة القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي - حول توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم، طرحنا من خلاله ما يجول بخاطرنا من أسئلة حول الجوانب المختلفة لهذا الموضوع، وتلقينا إجابات عنها من وجهة نظر الذكاء الاصطناعي.