ملخص الكتاب
لقد أدى التحول المفاجئ نحو نهج التعليم عن بعد، خلال جائحة كورونا، إلى وضع أنظمة التعليم في مختلف دول العالم أمام تحديات غير مسبوقة في سعيها لاستمرار تقديم الخدمات التعليمية لجميع الطلبة عبر الإنترنت. لكن التحدي الأكبر تمثل في القدرة على تقديم الخدمات التعليمية للطلبة ذوي الإعاقة عن بعد، نظرا لحاجة هذه الفئة من الطلبة إلى رعاية خاصة، وتدخلات تعليمية مصممة لتلبية احتياجاتهم الفردية، تقوم عادة على التواصل المباشر بين المعلم وطلبته، وتوافر مجموعة من الخدمات النفسية والاجتماعية واللغوية الداعمة. ولذلك أصبح معلمو التربية الخاصة، وأولياء أمور الطلبة ذوي الإعاقة، يواجهون تحديات كبيرة في أثناء تحولهم إلى التعليم عن بعد عبر الإنترنت، وأصبحت هذه الفئة من الطلبة معرضة لخطر التأخر الدراسي وزيادة الفاقد التعليمي.
ومن هنا فإننا نخصص ملف هذا العدد من "مستقبليات تربوية"، والذي يحمل عنوان "التعليم عن بعد لذوي الاحتياجات الخاصة"، لبحث أفضل الممارسات المتعلقة بتعليم هذه الفئة من الطلبة عن بعد عبر الإنترنت، من خلال تحليل نتائج مجموعة مختارة من الأبحاث والتقارير الدولية حول هذا الموضوع. وتركز هذه الأبحاث على عدة جوانب تتصل بهذا الموضوع منها: وجهات نظر المعلمين وأولياء الأمور بشأن تعليم الطلبة ذوي الإعاقة عن بعد، والعقبات التي تحد من قدرة هؤلاء الطلبة على الاستفادة من الخدمات التعليمية التي تقدم عبر الإنترنت، والحلول المقترحة للتعامل مع هذه العقبات، والأدوار المتوقعة من المعلمين وأولياء الأمور لدعم تعليم ذوي الإعاقة من المنزل، والإمكانات التي تتيحها التقنيات الحديثة لمساعدة هؤلاء الطلبة على التعلم، والمهارات التي ينبغي على معلمي التربية الخاصة امتلاكها للنجاح في التدريس عبر البيئة الافتراضية، إلى جانب تصميم المقررات وخطط التعلم الفردية المناسبة لتعليم ذوي الإعاقات المختلفة عبر الإنترنت.
وسيجد القارئ في نهاية العدد خلاصة تقدم تحليلا للأفكار والتوجهات البارزة التي كشفت عنها دراسات العدد، وتعريفا ببعض الإصدارات العالمية الحديثة حول تعليم ذوي الإعاقة عن بعد، بالإضافة إلى تعريف بأحدث إصدارات مكتب التربية العربي لدول الخليج والمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج.
