في هذا العدد من "مستقبليات تربوية" نناقش موضوع التعليم عن بعد في سياق الإجراءات التي اتخذتها أنظمة التعليم في مختلف بلدان العالم في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). فقد أغلقت معظم الحكومات في العالم المؤسسات التعليمية مؤقتا، في إطار تطبيق إجراءات التباعد الجسدي سعيا منها إلى الحد من انتشار الفيروس. وقد أثر هذا الإغلاق فيما يقارب 70٪ من الطلبة على مستوى العالم. واستجابة لهذا الوضع الطارئ، اتجهت كثير من الحكومات إلى تطبيق أساليب التعليم عن بعد، التي يتم فيها توظيف التقنيات الحديثة مثل شبكة الإنترنت والإذاعات المرئية والمسموعة، من أجل ضمان استمرار التعلم في فترة إغلاق المدارس.

وسيتم في هذا العدد إلقاء الضوء على الجوانب المختلفة لهذا الموضوع عبر مجموعة مختارة من الدراسات التي نقدمها في محورين؛ يناقش الأول منهما المقاربات المختلفة للتعليم عن بعد، وأنواعه، والتقنيات المستخدمة فيه، وأساليب التدريس الملائمة له، والمعايير التي ينبغي توافرها لنجاح تطبيق هذا النوع من التعليم. أما المحور الثاني فيعرض مجموعة من التجارب العالمية التي تعكس كيفية استجابة أنظمة التعليم على مستوى العالم لإجراءات إغلاق المدارس في أثناء تفشي جائحة كورونا، من خلال تطبيق أساليب التعليم عن بعد. ويتبع ذلك خلاصة تقدم للقارئ تحليلا للأفكار وللتوجهات البارزة التي كشفت عنها دراسات العدد.

وسيجد القارئ في نهاية العدد تعريفا ببعض الإصدارات العالمية الحديثة حول موضوع التعليم عن بعد، وعرضا لبعض الأخبار التربوية المتعلقة بهذا الموضوع، بالإضافة إلى تعريف بأحدث إصدارات مكتب التربية العربي لدول الخليج والمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج.