في هذا العدد من "مستقبليات تربوية" نناقش موضوع "دور الأسرة في التعليم عن بعد". ففي أعقاب إغلاق المدارس في إطار الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها معظم دول العالم للحد من انتشار جائحة كورونا، أصبح التعليم عن بعد هو النهج الأساسي لاستمرار الدراسة، وضمان حصول ملايين الطلبة على التعليم في شتى أنحاء العالم. لكن هذا التحول من التعليم التقليدي في المدارس إلى التعليم عن بعد، قد فرض كثيرا من التحديات على أولياء الأمور، سواء من حيث قدرتهم على متابعة تعلم أطفالهم عن بعد، أو تهيئة البيئة المنزلية المناسبة للتعلم، أو توفير الأجهزة والأدوات التكنولوجية الضرورية وامتلاك المهارات اللازمة للتعامل معها، أو ضمان التواصل المستمر مع المدرسة والمعلمين، أو التوفيق بين مطالب الحياة والعمل من جهة، ومساعدة أطفالهم على التعلم في المنزل من جهة أخرى.

هذه التحديات وغيرها قد تم مناقشتها في هذا العدد عبر مجموعة مختارة من الدراسات التي نقدمها في محورين؛ يتناول الأول منهما دور الأسرة في التعليم عن بعد، وآراء المعلمين وأولياء الأمور حول طبيعة المشاركة الوالدية في التعليم وسبل تعزيزها، والآليات المختلفة لضمان التواصل بين الأسرة والمدرسة في سياق التعليم عن بعد. ويناقش المحور الثاني تأثير جائحة كورونا على الدور التعليمي للأسرة، من خلال بعض التجارب العالمية التي تسلط الضوء على الصعوبات التي واجهها أولياء الأمور لدعم تعلم أطفالهم في أثناء إغلاق المدارس، والتحديات التي واجهتها نظم التعليم لضمان استمرار الدراسة عن بعد، إلى جانب السياسات التي ينبغي اتباعها لمساعدة الأسر والعائلات على القيام بأدوارها التعليمية في أثناء فترة الجائحة. ويتبع ذلك خلاصة تقدم للقارئ تحليلا للأفكار والتوجهات البارزة التي كشفت عنها دراسات العدد.

وسيجد القارئ في نهاية العدد تعريفا ببعض الإصدارات العالمية الحديثة حول دور الأسرة في التعليم عن بعد، وعرضا لبعض الأخبار التربوية المتعلقة بهذا الموضوع، بالإضافة إلى تعريف بأحدث إصدارات مكتب التربية العربي لدول الخليج والمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج.